بيني وبين قومي يسيل إذا جاءت الأمطار، فيشق عليَّ اجتيازه، فوددت أنَّك تأتي، فتصلّي من بيتي مكاناً أتّخذه مصلَّىً، فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): «سأفعل»، فغدا عليَّ رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وأبو بكر: بعدما اشتدَّ النهار، فاستأذن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)، فأذنت له، فلم يجلس حتَّى قال: «أين تحبُّ أن أُصلّي من بيتك؟» فأشرت له إلى المكان الذي أحبُّ أن أُصلّي فيه، فقام رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فكبَّر وصففنا وراءه، فصلَّى ركعتين، ثمَّ سلّم وسلّمنا حين سلّم، فحبسته على خزير[2097] يصنع له، فسمع أهل الدار أنَّ رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) في بيتي، فثاب رجالٌ منهم حتَّى كثر الرجال في البيت، فقال رجل منهم: ما فعل مالك؟ لا أراه. فقال رجل منهم: ذاك منافق لا يحبُّ الله ورسوله، فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): «لا تقل ذاك، ألا تراه قال: لا إله إلاَّ الله، يبتغي بذلك وجه الله» فقال: الله ورسوله أعلم، أمَّا نحن فوالله ما نرى ودّه ولا حديثه إلاَّ إلى المنافقين. قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): «فإنَّ الله قد حرَّم على النار من قال: لا إله إلاَّ الله، يبتغي بذلك وجه الله»[2098]. 1795 ـ معاذ بن جبل: قال: كنت ردف[2099] النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم)، على حمار يقال له: عفير، فقال: «يا معاذ، هل تدري حقَّ الله على عباده، وما حقُّ العباد على الله؟» قلت: الله ورسوله أعلم. قال: «فإنَّ حقَّ الله على العباد أن يعبدوه ولا يشركوا به شيئاً، وحقُّ العباد على الله أن لا يعذّب من لا يشرك به شيئاً». فقلت يا رسول الله، أفلا أُبشِّر به الناس؟ قال: «لا تبشِّرهم فيتَّكلوا»[2100]. 1796 ـ عبدالله بن مسعود: قال: سمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) يقول: «لله أشدُّ فرحاً