صنع، فصاحت النخلة التي كان يخطب عندها حتَّى كادت أن تنشقَّ، فنزل النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم) حتَّى أخذها فضمها إليه، فجعلت تئنّ أنين الصبيّ الذي يسكت حتَّى استقرَّت. قال: «بكت على ما كانت تسمع من الذكر»[1918]. 1658 ـ أبو الدرداء: قال: قال النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم): «ألا أنبئكم بخير أعمالكم وأزكاها عند مليككم، وأرفعها في درجاتكم، وخير لكم من إنفاق الذهب والورق، وخير لكم من أن تلقوا عدوَّكم، فتضربوا أعناقهم ويضربوا أعناقكم؟» قالوا: بلى. قال: «ذكر الله تعالى»، فقال معاذ بن جبل: ما شيء أنجى من عذاب الله من ذكر الله[1919]. 1659 ـ جابر بن عبدالله رضي الله عنهما عن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) أنَّه قال: «غطّوا الإناء، وأوكوا السقاء، وأغلقوا الباب، وأطفئوا السراج، فإنَّ الشيطان لايحلّ سقا، ولا يفتح باباً، ولايكشف إناءً، فإن لم يجد أحدكم إلاَّ أن يعرض على إنائه عوداً، ويذكر اسم الله فليفعل، فإن الفويسقة[1920] تضرم على أهل البيت بيتهم»[1921]. 1660 ـ أبو هريرة، قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): «إنَّ لله ملائكةً يطوفون في الطرق، يلتمسون أهل الذكر، فإذا وجدوا قوماً يذكرون الله، تنادوا هلمُّوا إليّ حاجتكم، قال: فيحفّونهم بأجنحتهم إلى السماء الدنيا، قال: فيسألهم ربُّهم عزَّ وجلَّ وهو أعلم منهم، ما يقول عبادي؟ قال: تقول: يسبّحونك ويكبّرونك ويحمدونك ويمجّدونك. قال: فيقول: هل رأوني؟ قال: فيقولون: لا، والله ما رأوك. قال فيقول: كيف لو رأوني؟ قال: يقولون: لو رأوك كانوا أشد لك عبادة، وأشد لك تمجيداً، وأكثر لك تسبيحاً. قال: يقول: فما يسألوني؟ قال: يسألونك الجنّة. قال: يقول: وهل رأوها؟ قال: يقولون: لا والله يا ربّ ما رأوها قال: فيقول: فكيف لو أنهم رأوها؟ قال: يقولون: لو أنَّهم رأوها