حدّث كذب، وإذا عاهد غدر، وإذا وعد أخلف، وإذا خاصم فجر»[2239]. 5591 ـ أنس بن مالك أنّ رعلاً وذكوان وعصيّة وبني لحيان استمدّوا رسول الله (صلى الله عليه وآله)على عدوّ، فأمدّهم بسبعين من الأنصار، كنّا نسمّيهم القرّاء في زمانهم، كانوا يحتطبون بالنهار، ويصلّون بالليل حتّى كانوا ببئر معونة قتلوهم وغدروا بهم، فبلغ النبيّ (صلى الله عليه وآله)، فقنت شهراً يدعو في الصبح على أحياء من أحياء العرب: على رعل وذكوان وعصيّة وبني لحيان[2240]. 5592 ـ يزيد بن شريك التيمي قال: خطبنا علي: على منبر من آجرٍّ، وعليه سيف فيه صحيفةٌ معلّقة، فقال: «والله ما عندنا من كتاب يقرأ إلاّ كتاب الله وما في هذه الصحيفة، فنشرها فإذا فيها أسنان الإبل، وإذا فيها: المدينة حرمٌ من عير إلى كذا، فمن أحدث فيها حدثاً فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين، لايقبل الله منه صرفاً ولا عدلاً. وإذا فيه: ذمّة المسلمين واحدةٌ، يسعى بها أدناهم، فمن أخفر مسلماً فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين، لايقبل الله منه صرفاً ولا عدلاً...»[2241]. 5593 ـ عبدالله بن عمر قال: أقبل علينا رسول الله (صلى الله عليه وآله) فقال: «يا معشر المهاجرين، خمسٌ إذا ابتُليتُم بهنّ، وأعوذ بالله أن تدركوهنّ: لم تظهر الفاحشة في قوم قطّ حتّى يعلنوا بها إلاّ فشا فيهم الطاعون والأوجاع التي لم تكن مضت في أسلافهم الذين مضوا، ولم ينقصوا المكيال والميزان إلاّ أخذوا بالسنين وشدّة المؤونة وجور السلطان عليهم، ولم يمنعوا زكاة أموالهم إلاّ منعوا القطر من السماء ولولا البهائم لم يمطروا، ولم ينقضوا عهد الله وعهد رسوله إلاّ سلّط الله عليهم عدوّاً من غيرهم فأخذوا بعض ما في أيديهم، وما لم تحكم أئمّتهم بكتاب الله، ويتخيّروا ممّا أنزل الله،