ولمّا عاد إلى المدينة لم يعاتب ابن أبي ذئب([108]). ولمّا توفّي أبو ه زيد بن الحسن بن علي بن أبي طالب وهو غلام، وترك عليه ديناً أربعة آلاف دينار، فحلف السيد حسن ألاّ يظلّ رأسه سقف إلاّ سقف مسجد رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)، أو بيت رجل يكلّمه في حاجة حتّى يقضي دين أبيه، فوفى بنذره، ووفّى دين أبيه([109]). ومن كرمه أنّه أُتي بشاب شارب متأدّب وهو عامل على المدينة، فقال: يا بن رسول الله لا أعود، وقد قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): «أقيلوا ذوي الهيئات عثراتهم» وأنا ابن أبي أُمامة ابن سهل بن حنيف، وقد كان أبي مع أبيك كما علمت، فقال: صدقت، هل أنت عائده ؟ قال: لا والله، فأقاله وأمر له بخمسين ديناراً، وقال له: تزوّد بها وعُد إلى، فتاب الشاب، فكان الحسن يحسن إليه([110]). وكان الحسن والد السيدة نفيسة مجاب الدعوة، يقال: مرّت به امرأة وهو في الأبطح ومعها ولدها ! فاختطفه عقاب، فسألت الحسن أن يدعو الله لها بردّه، فرفع يديه إلى السماء ودعا ربّه، فإذا بالعقاب قد ألقى الصغير من غير أن يضرّه بشيء، فأخذته أُمه([111]). ودخل عليه بعض الشعراء فأنشده: الله فرد وابن زيد فرد فقال: بفيك الأثلب، ألا قلت: الله فرد وابن زيد عبد ونزل عن سرير الإمارة، وألصق خدّه بالأرض، يسبّح الله العلىّ الكبير([112]). وكان جليلا سريّاً سخيّاً، وفيه يقول الشاعر: