بسم اللّه الرحمن الرحيم المقدّمة لقد حفلت المكتبة الإسلامية بكتب جادة وهادفة أخذت موقعها المشرق في مظانّ رفوفها، وتحتلّ مكانةً عند القرّاء، لمساهمتها الواعية في ضخّ التراث الإسلامي بمواد علمية وثقافية وتاريخية كانت من شأنها أن تعزّز أواصر الإخاء والمودة بين أفراد المسلمين. وذلك لما اتّسمت به من موضوعية في الطرح، وصدق في العبارة، ومحاولة التماس الحقيقة من منابعها الأصيلة، وانتهاج المنهج الصحيح المجرّد عن كلّ الأهواء، وألوان الميول القلبية نحو رحاب الصدق والإنصاف والكلمة الطيّبة. وكلّ ذلك ترجمة حقيقة لرغبة صادقة في تصعيد الوحدة والتقارب بين طوائف المسلمين. ليس المهمّ أن تكون هذه الكتب قد خطّتها أقلام مصرية أو إيرانية أو إيرانية أو عراقية أو سعودية أو...، أو أن تكون شيعية أو سنّية، بل المهمّ أنّها موضوعية هادفة، تتّخذ من « التقريب » منهاجاً لها وتساهم مساهمة جادّة في هذا السبيل. ومن هنا ارتأى المجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الإسلامية أن يخطو ـ كما هو ديدنه ـ في هذا الاتجاه خطوةً وهو يتأمّل المزيد من باقي الأطراف، فقام قسم التحقيقات والدراسات التابع له بتبنّي بعض هذه الكتب التي تعنى بالتاريخ والمناقب والسيرة الإسلامية، وقد انطوت على أفكار تقريبية جادة، لغرض طبعها ونشرها بحلّة قشيبة بعد توثيق مصادرها الواردة على يد محقّقين شمّروا سواعدهم لهذا الغرض الشريف، من دون أن تمسّ أصل الكتاب بالمرّة. ومن هذه الكتب الهادفة: هذا الكتاب الماثل بين يدي القارئ اللبيب الذي يحمل عنوان « السيدة نفيسة » للأستاذ توفيق أبو علم الذي أتحف المكتبة الإسلامية بمجموعة كتب قيّمة، اتّسمت جميعها بالصدق والكلمة الطيبة، واشتملت على جملة أفكار جديرة بمطالعتها ونشرها بين