قبرها، ويأتون إليه من بلاد متعدّدة، يصلّون ويذكرون ويدعون([499]). وقد كانت وفاة السيّدة الصالحة كريمة الدارين في عهد ولاية عبدالله بن السري بن الحكم الذي بايعه الجند في يوم 9 شعبان سنة ستة ومائتين، في اليوم التالي لوفاة أخيه محمد بن السري أمير مصر. وكان السري وبنوه الأُمراء يبجّلون السيّدة نفيسة رضي الله عنها ويعظّمونها، فأمر عبدالله بأن يُبنى لها مقام على قبرها([500]) ; إعلاماً لعلوّ شأنها، وآيةً على رفعة قدرها، وإظهاراً لجلالها. وكان بناء ذلك المقام عقب وفاتها سنة ثمان ومائتين، وفي ولاية الحافظ لدين الله([501]) ; أبي الميمون عبدالمجيد ابن الأمير أبي القاسم محمد ابن الخليفة المستنصر بالله الذي ولي الخلافة سنة أربع وعشرين وخسمائة، ومكث في خلافته إلى سنة أربع وأربعين وخمسمائة، وقد أمر ببناء قُبّة على قبرها الشريف، وببناء مدفن للفاطمييّن بجوارها من الجهة الغربية. وقد أخذ الكثيرون في بناء القبور لهم ولذويهم حول ضريح السيّدة نفيسة رضي الله عنها ; تبرّكاً بجوارها. وكان مكتوباً على باب المقام هذان البيتان، وهما من قول الإمام الشافعي(رضي الله عنه): يا آل بيت رسول الله حبّكمو *** فرض من الله في القرآن أنزله يكفيكمو من عظم القدر أنّكمو *** من لم يصلِّ عليكم لا صلاة له([502])