بصيراً بالحديث وعلله، مقدّماً فيه، ولم يكن في المصريّين في زمانه أحفظ منه. * وعبد المنعم بن عبدالله بن غلبون بن المبارك ; أبو الطيّب الحلبي([480]) نزيل مصر، أُستاذ ماهر كبير، كامل ثقة، خيّر صالح ديّن، ولد بحلب في رجب سنة تسع وثلاثمائة، وانتقل إلى مصر فسكنها وألّف كتابه: «الإرشاد في السمع» روى القراءة عرضاً وسماعاً عن إبراهيم بن عبد الرزاق والحسين بن خالويه وغيرهما، وعرض عليه ابنه وكثير من علماء القراءات، وكان حافظاً للقراءة ضابطاً، ذا عفاف ونسك وفضل وحسن تصنيف، ووجد بخطّه على بعض مؤلّفاته: صنّفت ذا العلم أبغي الفوز مجتهداً *** لكي أكون مع الأبرار والسعدا في جنّة في جوار الله خالقنا *** في ظلّ عيش مقيم دائم أبدا * وعبد الغني بن سعيد الأزدي المصري السمرقندي([481])، وكان ثقةً، صاحبَ سنّة، حافظاً، علاّمةً، وكان الدارقطني يفخّم أمره ويرفع قدره، خرج جماعة من مصر يودّعون الدارقطني ويبكون لفراقه، فقال: أتبكون وعندكم عبد الغني، وفيه الخلف؟!([482]) وقد انتفع به خلق كثير. * ومحمد بن علي بن أحمد ; الإمام أبو بكر الأُدفوي المصري([483])، وكان متمكّناً من