إنّ ابن عمّك الشافعي مريض ويسألك الدعاء، فتدعو له، فلا يرجع إليه رسوله إلاّ وقد عوفي من مرضه. فلمّا مرض مرضه الأخير أرسل على عادته رسوله يلتمس منها الدعاء، فقالت لرسوله: متّعه الله بالنظر إلى وجهه الكريم، فجاء الرسول إليه، فسأله عمّا أجابت به ; فقال له ما سمعه منها، فعلم أنّه ميّت([447]). ويقول بعض الصالحين ممّن حضر جنازة الإمام الشافعي(رضي الله عنه): سمعت بعد انقضاء الصلاتين صوتاً ولا أرى شخصاً، يقول: إنّ الله تعالى غفر لكلّ من صلّى على الشافعي بالشافعي، وغفر للشافعي بصلاة السيّدة نفيسة عليه. 9 ـ وقد ذكرنا سابقاً قصّة الفتاة المقعدة التي جرى ماء وضوء السيّدة الصالحة نفيسة رضي الله عنها على قدمها فشفيت. 10 ـ وكان الناس يهرعون إلى السيّدة كريمة الدارين في كلّ مقصد، ويسألونها الدعاء، فلا يلبثون حتّى يجبر الله كسرهم، ويقضي حاجتهم، ويفرّج كربهم، ويكشف عنهم همومهم، فكانوا يزدحمون عندها. فقال زوجها إسحاق المؤتمن يوماً لها: إرحلي بنا إلى الحجاز، فقالت: لا أستطيع ذلك، لأنّي رأيت رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) في المنام وقال لها: لا ترحلي من مصر، فإنّ الله تبارك وتعالى متوفّيك فيها. كراماتها بعد وفاتها: ما من زائر لقبر كريمة الدارين إلاّ حفّت به بركاتها، وشملته نفحاتها، فكم من مهموم