ذلك، وانتقلت إلى داره، وخصّصت للزيارة يومي السبت والأربعاء من كلّ أسبوع([372]). أولياء الله وكرامتهم: وعن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) قال: «يقول الله: من عادى لي وليّاً فقد آذنته بالحرب، وما تقرّب إلى عبدي بمثل أداء ماافترضته عليه، ولا يزال عبدي يتقرّب إلى بالنوافل حتّى أُحبّه، فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به، وبصره الذي يبصر به، ويده التي يبطش بها، ورجله التي يمشي بها، فبي يسمع وبي يبصر وبي يبطش وبي يمشي، ولئن سألني لأعطينّه، ولئن استعاذني لأعيذنّه، وما تردّدت عن شيء أنا فاعله تردّدي عن قبض نفس عبدي المؤمن، يكره الموت وأكره مساءته، ولابدّ له منه»([373]). ولقد آمن أولياء الله بالله، ووالوه، فأحبّوا ما أحبّ وأبغضوا ما أبغض، ورضوا بما يرضى به وسخطوا على ما يسخط، وأمروا بما أمر ونهوا عمّا نهى، وآمنوا برسوله، واتّبعوا النور الذي أُنزل معه ظاهراً وباطناً، فكانت لهم كراماتهم. والكرامة: أمر خارق للعادة، يكرم الله بها من يشاء من أوليائه وأصفيائه، ويحبو بها عترة نبيّه (صلى الله عليه وآله وسلم)، على أن تكون غير مقرونة بدعوى النبوّة، وفيها تثبيت لهم، وإظهار لفضل الله عليهم، ونفحته لهم، ولمحته بهم([374]). وهي جائزة عقلا، إذ هي من جملة الممكنات التي لا تستحيل على القدرة الإلهية، وهي مظهر من مظاهر رضوان الله وزلفاه([375]). وقد غمر الله سبحانه وتعالى آل بيت نبيّه (صلى الله عليه وآله وسلم) بفضله، وشملهم بفيوضاته، فظهرت