أو: «من دخلها نجا، ومن تخلّف عنها هلك»([305]). وقال ابن حجر في الصواعق([306]): جاء من طرق عديدة يقوّي بعضها بعضاً: «إنّما مثل أهل بيتي فيكم كمثل سفينة نوح، من ركبها نجا». وفي رواية مسلم: «ومن تخلّف عنها غرق» وفي رواية: «هلك». و«إنّما مثل أهل بيتي فيكم مثل باب حِطّة في بني إسرائيل، من دخل غُفِر له» وفي رواية: «غفر له الذنوب»([307]). وروى الحاكم في المستدرك بسنده عن حنش الكناني: سمعت أباذر يقول وهو آخذ باب الكعبة: مَن عرفني فأنا من عرفتم، ومن أنكرني فأنا أبو ذر، سمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) يقول: «مثل أهل بيتي فيكم مثل سفينة نوح، من ركبها نجا، ومن تخلّف عنها غرق»([308]). وتمثيلهم بسفينة نوح صريح في وجوب اتّباعهم، والاقتداء بأقوالهم وأفعالهم، وحرمة اتّباع من خالفهم، وأىّ عبارة أبلغ في الدلالة على ذلك من قوله: «من ركبها نجا، ومن تخلّف عنها غرق». فكما أنّ كلّ من ركب مع نوح في سفنيته نجا من الغرق، ومن لم يركب غرق وهلك، فكذلك كلّ من اتّبع أهل البيت أصاب الحقّ ونجا من سخط الله وفاز برضوانه، ومن خالفهم