سيّد الأيام، ونحن ندعوه يوم القيامة ويوم المزيد، قال: قلت ممّ ذاك؟ قال: لأن ربّك تبارك وتعالى اتخذ في الجنّة وادياً من مسك أبيض فإذا كان يوم الجمعة هبط من عليين على كرسيّه تبارك وتعالى، ثمّ حفّ الكرسي بمنابر من ذهب مكلّلة بالجواهر، ثمّ يجئ النبيون حتّى يجلسوا عليها وينزل أهل الغرف حتى يجلسوا على ذلك الكثيب، ثمّ يتجلّى لهم ربك تبارك وتعالى ثمّ يقول: سلوني أعطكم، قال: فيسألونه الرضي، فيقول: رضائي أحلكم داري وأنيلكم كراسيَّ فسلوني أعطكم، قال: فيسألونه قال: فيشهدهم أنّه قد رضي عنهم قال: فينفتح لهم ما لم تر عين ولم تسمع أُذن ولا يخطر على قلب بشر قال: وذلكم مقدار انصرافكم من يوم الجمعة، ثمّ قال: يرتفع ويرتفع معه النبيون والصديقون والشهداء، ويرجع أهل الغرف إلى غرفهم، وهي درة بيضاء ليس فيها فصم ولا قصم، أودرة حمراء أو زبرجدة خضراء فيها غرفها وأبوابها مطرزة وفيها أنهارها وثمارها متدلّية قال: فليسوا إلى شيء أحوج منهم إلى يوم الجمعة ليزدادوا إلى ربّهم نظراً وليزدادوا منه كرامةً» ([60]). 17 ـ وقال ابن عساكر: حدثنا قتيبة حدثنا أبو عوانة، عن الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): «إن الله اختار من الملائكة أربعة: جبريل وميكائيل وإسرافيل وعزرائيل... ـ إلى أن قال ـ واختار من الأيام أربعة: يوم الجمعة، ويوم الفطر، ويوم النحر...» ([61]). 18 ـ قال المتقي الهندي: عن أنس قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): «ليس من أعياد أُمتي عيد أفضل من يوم الجمعة، وركعتان في يوم الجمعة أفضل من ألف ركعة في غير يوم الجمعة، وتسبيحةٌ في يوم الجمعة أفضل من ألف تسبيحة في غير يوم الجمعة» ([62]). 19 ـ وروى الديلمي مرسلا أنّه (صلى الله عليه وآله) قال: «إذا كان يوم الجمعة نادت الطيرُ الطيرَ،