من يوم الجمعة» ([14]). ولكي يمكن ضمان التوجه، وبالتالي ضمان تأثير التعليمات الأخلاقية والاجتماعية التي تتضمنها هذه الصلاة، كان أي حديث أثناء الخطبة ممنوعاً، وأوجب الإسلام الاستماع الواعي المعبّر عنه أحياناً بـ (الحضور القلبي). ـ يقول الإمام الصادق (عليه السلام): «إذا خطب الإمام يوم الجمعة فلا ينبغي لأحد أن يتكلّم حتّى يفرغ الإمام من خطبته» ([15]). ـ هذا وبعد أن تهيأت كلّ الأجواء النفسية والشكلية اللازمة، تأتي الروايات، لتتحدّث عن مضمون الخطبتين، والأهداف التي ينبغي تحقيقها منهما. ونحن هنا نكتفي بذكر الرواية الواردة عن الإمام الرضا (عليه السلام) التي تبيّن بكلّ وضوح الغاية المطلوبة فتقول: «إنّما جعلت الخطبة يوم الجمعة; لأن الجمعة مشهد عام، فأراد أن يكون للأمير سبب إلى موعظتهم وترغيبهم في الطاعة، وترهيبهم من المعصية، وتوقيفهم على ما أراد من مصلحة دينهم ودنياهم، ويخبرهم بما ورد عليهم من الآفات ومن الأهوال التي لهم فيها المضرّة والمنفعة، ولا يكون الصابر في الصلاة منفصلاً، وليس بفاعل غيره ممن يؤم الناس في غير يوم الجمعة، وإنّما جُعلت خطبتين واحدة للثناء على الله والتمجيد والتقديس لله عزّ وجلّ، والأخرى للحوائج والأعذار والإنذار والدعاء، ولما يريد أن يعلمهم من أمره ونهيه ما فيه الصلاح والفساد» ([16]). والرواية تركز على أُمور كثيرة: