إبراهيم مصلّى) ([241])، فجعل المقام بينه وبين البيت، فكان أبي يقول: ولا أعلمه إلاّ ذكره عن النبي (صلى الله عليه وآله)، أنّه كان يقرأ في الركعتين: (قل يا أيّها الكافرون) و (قل هو الله أحد)، ثمَّ رجع إلى البيت فاستلم الركن، ثمَّ خرج من الباب إلى الصفا، حتّى إذا دنا من الصفا قرأ: (إنّ الصفا والمروة من شعائر الله) ([242])، نبدأ بما بدأ الله به، فبدأ بالصفا فرقى عليه حتّى رأى البيت، فكبّر الله وهلّله وحمده وقال: لا إله إلاّ الله وحده لا شريك له له المُلك وله الحمد، يُحيي ويُميت، وهو على كلّ شيء قدير، لا إله إلاّ الله وحده لا شريك له، أنجز وعده، ونصر عبده، وهزم الأحزاب وحده، ثمَّ دعا بين ذلك وقال مثل هذا ثلاث مرّات. ثمَّ نزل إلى المروة فمشى حتّى إذا انصبّت قدماه رمل في بطن الوادي، حتّى إذا صعدتا ـ يعني: قدماه ـ مشى حتّى أتى المروة، ففعل على المروة كما فعل على الصفا، فلمّا كان آخر طوافه على المروة. قال: لو أنّي استقبلت من أمري ما استدبرت لم أسُقْ الهَدي وجعلتها عمرة، فمن كان منكم ليس معه هَدي فليحلل وليجعلها عمرة، فحلّ الناس كلُّهم وقصّروا إلاّ النبي (صلى الله عليه وآله) ومن كان معه الهَدي، فقام سُراقة بن مالك بن جُعشم فقال: يا رسول الله، ألِعامنا هذا أم لأبد الأبد؟ قال: فشبّك رسول الله (صلى الله عليه وآله) أصابعه في الأُخرى وقال: دخلت العمرة في الحجّ هكذا مرتين، لا، بل لأبد الأبد. قال: وقدم علي (عليه السلام) ببُدن النبي (صلى الله عليه وآله)، فوجد فاطمة (عليها السلام) ممّن حلّ ولبست ثياباً صبيغاً واكتحلت، فأنكر ذلك عليها عليٌ (عليه السلام)، فقالت: أمرني أبي بهذا، فكان عليٌ (عليه السلام) يقول بالعراق: فذهبت إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله) محرّشاً على فاطمة (عليها السلام) في الذي صنعته، مستفتياً رسول الله (صلى الله عليه وآله) في الذي ذكَرتْ عنه وأنكرتُ ذلك عليها، فقال: صدقت صدقت، ماذا