أدعية وأنماط من السلام بخصوصها، تترك أثرها في شعور المسلم الحاجّ: منها: أنْ يقول عند الانتهاء إلى باب المسجد: «السلام عليك أيّها النّبيّ ورحمة الله وبركاته، بسم الله، وبالله، ومن الله، وما شاء الله، والسلام على أنبياء الله ورسله، والسلام على رسول الله (صلى الله عليه وآله)، والسلام على إبراهيم، والحمد لله رب العالمين...» ([51]). ألا تلاحظ معي عزيزي القارئ ما تحمله هذه الكلمات من معان تتضمّن الانسجام بعينه مع الأعمال، وهي الإيحاء بحكمة العمل؟! إنّها تحمل معنى الحياة على اسم الله بكلِّ شؤونها وبإرادة الله، ومعنى التسليم لقادة الهدى في التاريخ، وفي طليعتهم الرسول الأكرم (صلى الله عليه وآله) خير البشريّة جمعاء، وإبراهيم (عليه السلام) شيخ الموحّدين وأوّل المسلمين. وهكذا ذكرت النصوص: أنّ الحاجّ ينبغي أنْ يقول عند دخول المسجد، رافعاً يديه، مستقبلاً بيت الله الحرام: «اللّهُمّ إنّي أسألك في مقامي هذا في أوّل مناسكي أنْ تقبل توبتي، وأنْ تجاوز عن خطيئتي، وتضع عنّي وزري. الحمد لله الذي بلّغني بيته الحرام. اللّهُمّ إنّي أشهد أنّ هذا بيتك الحرام الذي جعلته مثابةً للناس وأمناً مباركاً وهدى