الحسين وذويه. فسلّط الله على قاتلي الحسين كفؤاً لهم في النقمة والنكال يفلّ حديدهم بحديده ويكيل لهم بالكيل الذي يعرفونه. وهو المختار بن أبي عبيد الثقفي([521]) داعية التوّابين من طلاّب ثأر الحسين. فأهاب بأهل الكوفة أن يكفّروا عن تقصيرهم في نصرته، وأن يتعاهدوا على الأخذ بثأره، فلا يبقيّن من قاتليه أحد ينعم بالحياة، وهو دفين مذال القبر في العراء. فلم ينج عبيد الله بن زياد، ولا عمر بن سعد، ولا شمر بن ذي الجوشن، ولا الحصين بن نمير، ولا خولي بن يزيد، ولا أحد ممّن أُحصيت عليهم ضربة أو كلمة أو مدّوا أيديهم بالسلب والمهانة إلى الموتى أو الأحياء. وبالغ في النقمة فقتل وأحرق ومزّق وهدم الدور وتعقّب الهاربين وجوزي كلّ قاتل أو ضارب أو ناهب بكفاء عمله.. فقتل عبيد الله وأُحرق، وقتل شمر بن ذي الجوشن وأُلقيت أشلاؤه للكلاب، ومات مئات من رؤسائهم بهذه المثلات وأُلوف من جندهم وأتباعهم مغرقين في النهر أو مطاردين إلى حيث لا وزر لهم ولا شفاعة([522]).