وتدين بغير ديننا ». فاشتدّ غيظ يزيد، وصاح بها: « إيّاي تستقبلين بهذا ؟.. إنّما خرج من الدين أبوك وأخوك ! ». قالت: « بدين الله ودين أبي وأخي وجدّي اهتديت أنت وأبوك وجدّك ». فلم يجد جواباً غير أن يقول: « بل كذبت يا عدوّة الله ! ». فقالت: « أنت أمير تشتم ظالماً، وتقهر بسلطانك ». فأطرق وسكت([493]). وأُدخل علي بن الحسين مغلولاً، فأمر يزيد بفكّ غلّه، وقال له: ـ « إيه يا ابن الحسين !.. أبوك قطع رحمي وجهل حقّي ونازعني سلطاني، فصنع الله به ما رأيت ». قال علي: ـ « (مَا أَصَابَ مِن مُّصِيبَة فِي الاَْرْضِ وَلاَ فِي أَنفُسِكُمْ إِلاَّ فِي كِتَاب مِّن قَبْلِ أَن نَّبْرَأَهَا إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ * لِكَيْلاَ تَأْسَوْا عَلَى مَا فَاتَكُمْ وَلاَ تَفْرَحُوا بِمَا آتَاكُمْ وَاللَّهُ لاَ يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَال فَخُور) »([494])، فتلا يزيد الآية: (وَمَا أَصَابَكُم مِّن مُّصِيبَة فَبَِما كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ)([495]). ثمّ زوّى وجهه وترك خطابه([496]).