فاطمة خير من أُمّه، وجدّي رسول الله خير من جدّه، وأنا خير منه وأحقّ بهذا الأمر.. فأمّا أبوه فقد تحاجّ أبي وأبوه إلى الله وعلم الناس أيّهما حكم له، وأمّا أُمّه فلعمري فاطمة بنت رسول الله خير من أُمّي، وأمّا جدّه فلعمري ما أحد يؤمن بالله واليوم الآخر يرى لرسول الله فينا عدلاً ولا ندّاً، ولكنّه أُتي من قبل فقهه، ولم يقرأ: (قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَن تَشَاء وَتَنزِعُ الْمُلْكَ مِمَّن تَشَاء)»([490]). وهو كلام ينسب مثله إلى معاوية في ردّه على حجج علي في الخلافة([491]).. ولعلّ يزيد قد استعاره من كلام أبيه وزاد عليه. ونظر بعض أهل الشام إلى السيّدة فاطمة بنت الحسين([492]) ـ وكانت جارية وضيئة ـ فقال ليزيد: « هب لي هذه »، فأرعدت وأخذت بثياب عمّتها.. فكان لعمّتها في الذود عنها موقف كموقفها بقصر الكوفة ذياداً عن أخيها زين العابدين، وصاحت بالرجل: ـ « كذبت ولؤمت.. ما ذلك لك ولا له ». فتغيّظ يزيد، وقال: « كذبت، إنّ ذلك لي.. ولو شئت لفعلت ». قالت: « كلاّ والله.. ما جعل الله لك ذلك، إلاّ أن تخرج من ملّتنا