الله فينا »، فأوتر رجل من نبّالة الكوفة قوسه([410])، ورمى الطفل بسهم وهو يصيح ليسمعه العسكران: « خذ اسقه هذا ».. فنفذ السهم إلى أحشائه([411]) !. وكانوا يصيحون بالحسين متهاتفين: « ألا ترى إلى الفرات كأنّه بطون الحيّات ؟!.. والله لا تذوقه حتّى تموت ومن معك عطشاً »([412]). ولما اشتدّ عطش الحسين دنا من الفرات ليشرب، فرماه حصين بن نمير بسهم وقع في فمه.. فانتزعه الحسين وجعل يتلقّى الدم بيديه، فامتلأت راحتاه بالدم، فرمى به إلى السماء وقد شخص ببصره إليها، وهو يقول: « إن تكن حبست عنّا النصر من السماء، فاجعل ذلك لما هو خير منه، وانتقم لنا من القوم الظالمين »([413]). وقد كان منع الماء ـ قبل الترامي بالسهام ـ نذيراً كافياً بالحرب، يبيح