منديل ومعها قدح فصبّ منها في القدح وأدناه منه، فإذا هو ينفث الدم في القدح كلّما رفعه للشرب منه حتّى امتلأ وسقطت فيه ثنيتاه، فحمد الله وقال: « لو كان لي من الرزق المقسوم لشربته »([338]). وأدخلوه على عبيد الله، فنظر إلى جلسائه وفيهم عمر بن سعد بن أبي وقّاص، فناشده القرابة ليسمعنّ منه وصية ينفذها بعد موته، فأبى أن يصغي إليه !.. ثمّ أذن له عبيد الله، فقام معه، فقال مسلم: « إنّ عليَّ بالكوفة ديناً استدنته سبع مائة درهم، فبع سيفي ودرعي فاقضها عنّي، وابعث إلى الحسين من يردّه، فإنّي قد كتبت إليه أعلمه أنّ الناس معه، ولا أراه إلاّ مقبلاً ». فعاد عمر إلى عبيد الله، فأفشى له السرّ الذي ناجاه به وأوصاه أن يكتمه. ثمّ دعا عبيد الله بالحرسي الذي قاومه مسلم وضربه على رأسه ـ واسمه بكير بن حمران([339]) ـ فأسلم مسلماً إليه، وقال له: « لتكن أنت الذي