العشاء إلاّ في المسجد »([333]). * * * وأقام الحرّاس خلفه وهو يصلّي بمن أجابوه وقد امتلأ بهم المسجد، فخطبهم بعد الفراغ من صلاته قائلاً: « برِئت ذمّة الله من رجل وجدنا ابن عقيل في داره ». وصاح في رئيس شرطته: « يا حصين بن نمير([334]) ! ثكلتك أُمّك إن ضاع باب سكّة من سكك الكوفة وخرج هذا الرجل ولم تأتني به ! وقد سلّطتك على دور أهل الكوفة، فابعث مراصد على أفواه السكك، وأصبح غداً فاستبرئ الدور وجس خلالها حتّى تأتيني بهذا الرجل ». وما هي إلاّ سويعات حتّى جيء بابن عقيل وقد دافع الشرط عن نفسه ما استطاع، ووصل إلى القصر جريحاً مجهداً ظمآن، فأهوى إلى قُلّة([335])عند الباب فيها ماء بارد، فقال له أحد أصحاب عبيد الله([336]): « أتراها ما أبردها ! والله لا تذوق منها قطرة حتّى تذوق الجحيم في نار جهنّم ! ». وأنكر عمر بن حريث هذه الفظاعة من الرجل([337])، فجاءه بقُلّة عليها