فأجابه الأعرابي قائلاً يريد الإغراب: « وأقول أكثر من هذا، فهل أنت مجيبي على قدر كلامي ؟ ». ثمّ أذن له الحسين، فأنشد أبياتاً تسعة، منها: هفا قلبي إلى اللهو *** وقد ودّع شرخيه فأجابه الحسين مرتجلاً بتسعة أبيات في معناها ومن وزنها، يقول منها: فما رسم شجاني قد *** محت آيات رسميه سفور درجت ذيلين *** في بوغاء قاعيه هنوف مرجف تترى *** على تلبيد ثوبيه إلى آخر الأبيات.. ثمّ فسّر له ما أراد من الهرقل وهو: ملك الروم([230])، والجعلل وهو: قصار النخل([231])، والأيتم وهو: بعض النبات([232])، والهمهم وهو: القليب الغزير الماء([233])، وفي هذه الكلمات أوصاف البلاد التي جاء منها وإشارة إليها. فقال الأعرابي: « ما رأيت كاليوم أحسن من هذا الغلام كلاماً، وأذرب لساناً، ولا أفصح منه منطقاً »([234]).