وقد بلغ الحسين بهذا الحنان ـ مع الزمن ـ مبلغه من تلك المكانة الرمزيّة، فأوشك بعض واصفيه أن يلحقه في حمله وولادته ورضاعه بمواليد المعجزات. فقال بعضهم: « لم يولد مولود لستّة أشهر وعاش، إلاّ الحسين وعيسى بن مريم »([211]). وقال آخرون: « إنّه (رضي الله عنه) لم ترضعه أُمّه ولم ترضعه أُنثى، واعتلّت فاطمة لمّا ولدت الحسين وجفّ لبنها، فطلب رسول الله مرضعة فلم يجد، فكان يأتيه فيلقمه إبهامه فيمصّه ويجعل الله في إبهام رسوله رزقاً يغذّيه، ففعل ذلك أربعين يوماً وليلة، فأنبت الله سبحانه وتعالى لحمه من لحم رسول الله »([212]). وروي عنه غير ذلك كثير من الأساطير التي تحيط بها الأُمم تلك الشخوص الرمزيّة التي تعزّها وتغليها([213]) فتلتمس لها مولداً غير المولد المألوف والنشأة المعهودة، وتلحقها أو توشك أن تلحقها بالخوارق