حاسراً وقد برزوا له بشكّة القتال ودروع النزال([202]). ولم يكن لبني أُميّة ـ على نقيض هذا ـ نصيب ملحوظ من الخلائق المثاليّة والشمائل الدينيّة، ولا كان ظهور النبوّة في أُسرة منافسة لأُسرتهم من شأنه أن يعزّز مناقبها فيهم كما يعتزّ بها أبناء بيتها وفروع أُرومتها، بل لعلّه كان من شأنه أن يجنح بهم من طرف خفي إلى صفات تقابل تلك الصفات، ومزايا تعوّض لهم ما فاتهم من تلك المزايا.. فتمكّنت فيهم ـ قبل ظهور النبوّة وبعدها ـ خلائقهم العمليّة التي درّبتهم عليها المساومات التجاريّة وراضهم عليها مراس المطامع السياسيّة. فاشتهر أُناس من رؤوسهم بمحاسن هذه الخلائق ومعائبها على سواء، وشاعت عنهم صفات: الحلم([203]) والصبر والحنكة والدهاء، كما شاعت عنهم صفات: المراوغة والجشع والإقبال على الترف ومناعم الحياة. * * * ولقد تقابل الحسين بن علي ويزيد بن معاوية في تمثيل الأُسرتين، كما تقابلا في كثير من الخلائق والحظوظ، ولكنّهما تفاوتا في تمثيل أُسرتيهما كما تفاوتا في غير ذلك من وجوه الخلاف بينهما. فكان الحسين بن علي نموذجاً