الرياء والدهاء والعبث بأحلام الأغرار والجهلاء، ولكنّهم يتّصفون بهذه الصفة حين يعلمون الكذب فيما يمارسون من شعائر الكهانة ومظاهر العبادة، ويتّخذونها صناعة يروّجونها لمنفعتهم أو لما يقدرون فيها من منفعة أُولئك الأغرار والجهلاء. أمّا أبناء هاشم فلم يكونوا من طراز أُولئك الكهّان المشعوذين، ولا كانوا من المحتالين بالكهانة على خداع أنفسهم وخداع المؤمنين والمصدّقين، بل كانوا يؤمنون بالبيت وربّ البيت. وبلغ من إيمانهم بدينهم أنّ عبد المطّلب جدّ النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) أوشك أن يذبح ابنه فدية لربّ البيت ; لأنّه « نذر لئن عاش له عشرة بنين لينحرنّ أحدهم عند الكعبة »، ولم يتحلّل من نذره حتّى استوثق من كلام العرّافة بعد ] ما [ رمى القداح ثلاث مرّات([187]). * * * والأخلاق المثاليّة توائم الرئاسة الدينيّة التي يدين أصحابها بما يدعون إليه، فإن لم تكن في بني هاشم موروثة من معدن أصيل في الأُسرة، فهي أشبه بسمت الرئاسة الدينيّة والعقيدة المتمكّنة والشعائر المتّبعة جيلاً بعد جيل، وهي أخلق أن تزداد في الأُسرة تمكّناً بعد ظهور النبوّة فيها، وأن يتلقّاها بالوراثة والقدوة أسباط النبي وأقرب الناس إليه. وإنّك لتنحدر مع أعقاب الذرّية في الطالبيين أبناء علي والزهراء مائة