مغلوب بالسمعة والشعور. فكان الناس يفضّلون عليّاً عليه، وهو لا يملك أن يفاضله بقرابة النبي، ولا بالسابقة إلى الإسلام، ولا بالعراقة في قريش. فتجنّب النسب والسابقة، وعمد إلى شخص علي في منازعات الخلافة، فاتّهمه بتفرّقة الكلمة بين المسلمين، وأمر بلعنه على المنابر([164])عسى أن يضعف من تلك المكانة التي هو مغلوب بها، ويستبقي الدولة التي هو بها غالب. ولجّ في ذلك حتّى قتل أُناساً لم يطيعوه في لعن علي واتّهامه([165])، وأبى أن يجيب الحسن بن علي إلى شرطه الذي أراد به أن يرفع اللعن عن أبيه([166]). وكان معاوية ـ على حصافته([167]) ـ يجهل أنّه قد أضاع سمعةً وشعوراً من حيث حارب عليّاً في مقام السمعة والشعور.