وقال عز ذكره: (وان كنتم في ريب ممّا نزّلنا على عبدنا فأتوا بسورة من مثله) [4]. وكذلك من صفات هذا النوع من الكلام أنّه لا يقع موضوعاً للأحكام الفقهية التي تخصّ القرآن الكريم من قبيل: * عدم جواز المسّ إلاّ على الطهارة، يقول تعالى في وصفه: (لا يمسّه إلاّ المطهّرون) [5]. * عدم صحة الصلاة إلاّ بقراءة سور القرآن من فاتحة الكتاب والسورة الأُخرى الكريمة، كما ورد عن النبي مستفيضاً: «لا صلاة إلاّ بفاتحة الكتاب». * إنّ إنكاره يؤدي إلى الكفر. ومن يطالع هذه الأحاديث القدسية يجد أنّ الموضوعات العامّة فيها تتلخّص في خطاب النفس والوجدان، وتهذيب الروح، والترغيب في فعل الخيرات والمبرّات والنوافل من أجل مزيد من الاستقامة والصلاح، والتحذير من الشرك والنقاق والكفر والإلحاد. واشتملت على طائفة من الأحاديث المتعلّقة بالجنّة والنار، كما تناولت موضوع الذكر والذاكرين، وسعة رحمة الله، والرجاء والخوف منه سبحانه وتعالى، وإلى ما هنالك من أمّهات الفضائل مما تنجذب إليها النفوس، ويقودها إلى الخير والصراط المستقيم. ولذلك اهتم العلماء من المدرستين بهذا الصنف من الأحاديث القدسية وألّفوا فيها كتباً عديدة، ونحن نذكر هنا كتابين من أهم الكتب المصنّفة في هذا المجال: أحدهما: كتاب الجواهر السنية في الأحاديث القدسيّة المروية عن أهل البيت (عليهم السلام). ثانيهما: كتاب الأحاديث القدسية الذي صدر من قبل المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية بالقاهرة، وقد جمع أربعمائة