مقدّمة المؤلّف الحمد لله الواحد الأحد الفرد الصمد، والصلاة والسلام على محمد عبده المجتبى، ورسوله المصطفى، أرسله إلى كافة الورى، بشيراً ونذيراً وداعياً إلى الله بإذنه وسراجاً منيراً، وعلى أهل بيته أئمة الهدى، ومصابيح الدجى، الذين أذهب الله عنهم الرجس وطهّرهم تطهيراً، وأصحابه المنتجبين الذين أبلوا بلاءً حسناً، وساروا على نهجه القويم، والتابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين. وبعد، فإنّ الله سبحانه وتعالى انزل على رسوله الكتاب (هدىً للنّاس وبيّنات من الهدى والفرقان) [1] وأمره بأن يبيّن للناس ما انزل إليه من الكتاب المعجز المسمى بـ «القرآن الكريم»، ومن غيره المعبرّ عنه بـ «الأحاديث القدسيّة»، بعدما اجمع المسلمون من المدرستين السنية والشيعية على انّ هذا النوع من الكلام الذي وصل إلى النبي الأكرم (صلى الله عليه وآله) بطرق شتى: كالوحي، أو الإلهام، أو المنام، أو بواسطة جبرائيل (عليه السلام) أو غير ذلك، لا يمتلك خصائص النص القرآني، من كونه مصوغاً على وجه الأعجاز والتحدّي، يقول تعالى: (قل لئن اجتمعت الإنس والجنّ على أن يأتوا بمثل هذا القرآن لا يأتون بمثله ولو كان بعضهم لبعض ظهيراً) [2] فالإنسان عاجز عن أن يأتي بمثله، بل هو عاجز عن أن يأتي بعشر سور من مثله (أم يقولون افتراه قل فأتوا بعشر سور مثله مفتريات ) [3] وفي موضع آخر تحدّاه