ثمّ تدعى النّصارى، فيقال لهم: ما كنتم تعبدون ؟ قالوا: كنّا نعبد المسيح ابن الله، فيقال لهم: كذبتم، ما اتّخذ الله من صاحبة ولأولد، فيقال لهم: ماذا تبغون ؟ فيقولون: عطشنا يا ربّنا فاسقنا ! قال: فيشار إليهم: ألا تردون ؟ فيحشرون إلى جهنّم، كأنّها سراب يحطم بعضها بعضاً، فيتساقطون في النّار. حتّى إذا لم يبق إلاّ من كان يعبد الله تعالى من برّ وفاجر، أتاهم ربّ العالمين سبحانه وتعالى في أدنى صورة من الّتي رأوه فيها. قال: فماذا تنظرون ؟ تتبع كلّ أمّة ما كانت تعبد. قالوا: يا ربّنا، فارقنا النّاس في الدّنيا أفقر ما كنّا إليهم، ولم نصاحبهم. فيقول: أنا ربّكم، فيقولون: نعوذ بالله منك، لا نشرك بالله شيئاً ـ مرّتين أو ثلاثاً ـ حتّى إنّ بعضهم ليكاد أن ينقلب. فيقول: هل بينكم وبينه آية، فتعرفونه بها ؟ فيقولون: نعم، فيكشف عن ساق، فلا يبقى من كان يسجد لله من تلقاء نفسه، إلاّ أذن الله له بالسّجود.[38] ] 16[ وأخرجه مسلم أيضاً عن زهير بن حرب، حدّثنا يعقوب بن إبراهيم، حدّثنا أبي، عن ابن شهاب، عن عطاء بن يزيد