حدثنا حماد بن سلمة، حدثنا ثابت، عن أنس، عن ابن مسعود: أنّ رسول الله (صلى الله عليه وآله) قال: آخر من يدخل الجنّة رجل، فهو يمشي مرّةً ويكبو مرّة... إلى أن قال: فترفع له شجرة، فيقول: أي ربّ، أدنني من هذه الشجرة فلأستظلّ بظلّها وأشرب من مائها. فيقول الله عز وجل: يا بن آدم، لعلّي إن أعطتيكها سألتني غيرها. فيقول: لا، يا ربّ، ويعاهده أن لا يسأله غيرها...، فيستظلّ بظلّها ويشرب من مائها، ثم ترفع له شجرة هي أحسن من الأولى، فيقول: أي ربّ، أدنني من هذه لأشرب من مائها واستظلّ بظلّها، لا أسألك غيرها ! فيقول: يا بن آدم، ألم تعاهد في أن لا تسألني غيرها ؟ لعلّي إن أدنيتك منها تسألني غيرها؟ فيعاهده أن لا يسأله غيرها، وربّه يعذره ; لأنّه يرى مالا صبر له عليه، فيدنيه منها، فيستظلّ بظلّها ويشرب من مائها. ثم يذكر أنّه ترفع له شجرة أخرى عند باب الجنّة أحسن من الأوليين، فيسأل الله ربّه أن يدنيه منها، ثم قال: فإذا أدناه منها فيسمع أصوات أهل الجنّة، فيقول: أي ربّ، أدخلنيها، فيقول الله تعالى له: يا بن آدم، ما يصريني منك ؟ أيرضيك أن أعطيك الدنيا ومثلها معها ؟[562]. وأخرج مسلم نحوه عن أبي بكر بن أبي شيبة، عن يحيى بن أبي بكير، عن زهير بن محمد، عن سهيل بن أبي صالح، عن النعمان بن أبي عيّاش، عن أبي سعيد الخدري...، وساق الحديث بنحو حديث ابن مسعود، لكن ليس فيه: فيقول: يا بن آدم، ما يصريني منك[563]. وأخرج من طريق عن سعيد بن عمرو الاشعثي، عن سفيان بن عيينة، عن مطرف وابن أبجر، عن الشعبي قال: سمعت المغيرة بن شعبة يرفعه إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله)...، وساق الحديث بنحوه، مع اختلاف في الألفاظ[564]. كما أخرج من طريق آخر يسنده إلى الشعبي، عن المغيرة يرفعه إلى النبيّ الأكرم (صلى الله عليه وآله) [565].