حسنات وكان الله غفوراً رحيماً).[541] فقال (عليه السلام): يؤتى بالمؤمن المذنب يوم القيامة حتّى يقام بموقف الحساب، فيكون الله تعالى هو الّذي يتولّى حسابه لا يطلع على حسابه أحداً من النّاس، فيعرّفه ذنوبه، حتّى إذا أقرّ بسيّئاته، قال الله عزّ وجّل للكتبة: بدّلوها حسنات، وأظهروها للناس. فيقول الناس حينئذ: أما كان لهذا العبد سيّئة واحده ؟ ثمّ يأمر الله به إلى الجنّة، فهذا تأويل الآية... الحديث.[542] ] 281[ روى علىّ بن إبراهيم في تفسيره، عن أبيه، عن الحسن بن محبوب، عن علىّ بن رئاب، عن أبي عيينة، عن أبي عبدالله (عليه السلام) قال: إنّ الله تبارك وتعالى ليمنّ على عبده المؤمن يوم القيامة، فيأمره الله أن يدنو منه ـ يعني من رحمته ـ فيدنو حتى يضع كنفه[543] عليه، ثمّ يعرّفه ما أنعم به عليه. يقول له: أو لم تدعني يوم كذا وكذا بكذا وكذا فأجبت دعوتك ؟ ألم تسألني يوم كذا وكذا فأعطيتك مسألتك ؟ ألم تستغث بي يوم كذا وكذا فأغثتك ؟ ألم تسأل ضرّاً كذا وكذا فكشفت عنك ضرك ورحمت صوتك ؟ ألم تسألني مالا فملّكتك ؟ ألم تستخدمني فأخدمتك ؟ ألم تسألني أن أزوجك فلانة وهي منيعة عند أهلها فزّوجناكها ؟ قال: فيقول العبد: بلى يا ربّ، قد أعطيتني كلّ ما سألتك، وكنت أسألك الجنّة. فيقول الله له: فإنّي منعم لك ما سألتنيه، الجنّة لك مباحاً، أرضيتك ؟ فيقول: يا ربّ أرضيتني، و قد رضيت. فيقول الله له: عبدي، إنّي كنت أرضى أعمالك، وإنّما أرضى لك أحسن الجزاء، فإنّ أفضل جزائي عندي أن أسكنك الجنّة [544].