أي ربّ اقرني تحت هذه الشجرة فاستظلّ بظلّها، وآكل من ثمرها، واشرب من مائها، ويعاهده على أن لا يسأله غيرها، فيقرّه تحتها، ثم ترفع له شجرة هي أحسن من الأولى وأغدق، فيقول: أي ربّ، اقرني تحتها لا أسألك غيرها. فيقول: يا بن آدم، ألم تعاهدني أن لا تسألني غيرها ؟ ثم ترفع له شجرة عند باب الجنة هي أحسن من الأُولتين، وأغدق ماءً، فيقول: أي ربّ، هذه اقرني تحتها، فيدنيه منها ويعاهده أن لا يسأل غيرها. ثم إنّه ليسمع أصوات أهل الجنّة، فلم يتمالك فيقول: أي ربّ، الجنة أدخلني الجنة، فيقول الله عزّ وجلّ: سل وتمنّه عبدي[482]. وأخرجه أحمد أيضاً بسنده عن يزيد، عن حمّاد بن سلمة، عن ثابت البناني، عن أنس بن مالك، عن ابن مسعود، عن النبي (صلى الله عليه وآله) قال: إنّ آخر من يدخل الجنّة رجل يمشي على الصراط، فينكب مرة ويمشي مرة، وتسفعه النار مرة، فإذا جاوز الصراط التفت اليها فقال: تبارك الذي نجّاني منك، لقد أعطاني الله مالم يعط أحداً من الأولين والآخرين... ثم ساق الحديث بمثله، مع اختلاف في بعض الألفاظ[483]. وأخرجه مسلم في صحيحه قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، حدثنا عفّان بن مسلم، حدثنا حمّاد بن سلمة، حدثنا ثابت، عن أنس، عن ابن مسعود... وذكر حديث أحمد الثاني بعينه، الاّ أنّه زاد في آخره: «فيقول: يا بن آدم، أيرضيك أن أعطيك الدنيا ومثلها معها ؟».[484] وأخرجه أيضاً عن أبي بكر بن أبي شيبة، حدثنا يحيى بن أبي بكير، حدثنا زهير بن محمد، عن سهيل بن أبي صالح، عن النعمان بن أبي عياش، عن أبي سعيد الخدري: أنّ رسول الله (صلى الله عليه وآله) قال: إنّ أدنى أهل الجنّة منزلةً رجل صرف الله وجهه عن النار قبَل الجنّة، ومثل له شجرةً ذات ظلّ، فقال: أي ربّ، قدّمني إلى هذه الشجرة أكون في ظلّها... وساق