قال: في أخبار داود (عليه السلام) فيما أوحى الله عزّ وجلّ إليه: يا داود، أبلغ أهل أرضي أنّي حبيب من أحبّني، وجليس من جالسني، ومؤنس لمن أنس بذكري، وصاحب لمن صاحبني، ومختار لمن اختارني، ومطيع لمن أطاعني. ما أحبّني أحد أعلم ذلك يقيناً من قلبه إلاّ قبلته لنفسي، وأحببته حبّاً لا يتقدّمه أحد من خلقي. من طلبني بالحقّ وجدني، ومن طلب غيري لم يجدني. فارفضوا يا أهل الأرض ما أنتم عليه من غرورها، وهلمّوا إلى كرامتي ومصاحبتي ومجالستي ومؤانستي، وآنسوني أُؤنسكم، وأُسارع إلى محبّتكم[418]. ] 221[ روى الصدوق في أماليه قال: حدثنا جعفر بن علي بن الحسن بن علي بن عبدالله ابن المغيرة الكوفي، قال: حدثني جدّي الحسن بن علي، عن جدّه عبدالله بن المغيرة، عن إسماعيل بن مسلم السكوني، عن الصادق جعفر بن محمد، عن أبيه، عن آبائه (عليهم السلام) قال: قال النبي (صلى الله عليه وآله): أوحى الله عزّ وجلّ إلى داود (عليه السلام): يا داود، كما لا تضيق الشمس على من جلس فيها، كذلك لا تضيق رحمتي على من دخل فيها، وكما لا تضرّ الطيرة من لا يتطيّر منها، كذلك لا ينجو من الفتنة المتطيّرون، وكما أنّ أقرب الناس مني يوم القيامة المتواضعون، كذلك أبعد الناس منّي يوم القيامة المتكبّرون[419]. ] 222[ وروى الصدوق أيضاً قال: حدثنا علي بن أحمد الدقاق، قال: حدثنا محمد بن هارون الصوفي، قال: حدثنا عبدالله بن موسى الحبال الطبري، قال: حدثنا محمد بن الحسين الخشّاب، قال: حدثنا محمد بن محصن، عن يوسف بن ظبيان، عن الصادق جعفر بن محمد (عليهما السلام) قال: إنّ الله تبارك وتعالى أوحى إلى داود (عليه السلام): مالي أراك وحدانا ؟ قال: هجرت الناس وهجروني فيك.