مناهج التجديد المعاصرة إن من خصائص التجديد الإصلاحي في الإسلام أنه لا يفصل بين الدين والسياسة، وذلك عكس ما يجرى في معظم الجماعات الدينية الكبرى والصغرى معا. وبذلك يصبح من السهل أن نؤول أعراض الاضطرابات الإسلامية بإعادتها إلى جذر مشترك وهو عدم الانفصام بين الدين والدولة، وذلك تاريخ الدولة الإسلامية. وفي نفس الوقت يعبر عن هوية إسلامية، ويعرب عن تميز النهضة الإسلامية عن النهضة الأوربية التي بدأتها بانفصال الدين عن الدولة وخلفت صراعاً عدائيا بين الأصولية الكهنوتية والعلمانية، وهي عودة إلى مقولة رومانية وثنية نسبت إلى نبي الله عيسى: مالقيصر لقيصر وما هو لله فهو لله. * فالترابط بين الدين والدولة هوية إسلامية. * والانفصام بينهما مبدأ روماني وثني: تشكّل به الغرب. ومن المبدأ القائل الترابط بين الإسلام والدولة أو القول بالانفصام بينهما تشكلت مناهج المصلحين المجددين. وتعود حركات التجديد الإسلامي الحديث إلى بدايات القرن الثامن عشر. * أولى هذه الحركات: هي حركة المصلحين الذين أرادوا ربط الأمة الإسلامية بمثلها الأعلى الإسلامي. * وثاني هذه الحركات: حركة العلمانيين دعاة فصل الدين عن الدولة، وهم الذين احتكوا بالغرب، ولولا التأثير الأوربي لظل العلمانيون لا يُؤبه لهم. أولاً: حركات التجديد والإصلاح الإسلامي. وقد أدرك المفكرون الإسلاميون الضعف الداخلي والخارجي للعالم الإسلامي، وبحثوا الوسائل لنفخ قوى جديدة في الجماعة الإسلامية، وقد وجهت النداءات الأولى شخصية إسلامية هي: