الشيوعي للعراق وخطر استيلاء الحزب الشيوعي على مقدرات الحكم هناك بعد انقلاب تموز 1958م دور كبير في إحباط هذا التهديد الخطير، وهو موقف يعرفه جميع المتابعين للأحداث ولاسيما فتواه الجريئة (الانتماء إلى الحزب الشيوعي كفر وإلحاد أو ترويج للكفر والإلحاد) والتي هزّت أركان الحزب الشيوعي الذي كاد أن يسيطر على الأوضاع بعد أن سيطر على الشارع العراقي، وهزمت الأحزاب القومية والليبرالية واليسارية الأخرى. وإني لعلى ثقة ولديّ بعض المعلومات، انّ لهذا الموقف الأثر الكبير في نفس الرئيس الراحل عبد الناصر الذي كان يراقب الأحداث عن كثب ويشعر بخطورتها، الأمر الذي جعله يفتح صفحة جديدة كانت مطوية أو منسية مع الشيعة في العراق والعالم، ويهيئ المناخ لصدور الفتوى التاريخية لشيخ الأزهر فقيدنا الراحل الشيخ شلتوت، وذلك لتكوين موقف إقليمي واحد ضد هذا التهديد الخطير. وفي هذا المجال لابد أن أشير أيضاً إلى الدور المهم الذي قام به الإمام الحكيم في حماية علماء الإسلام من أهل السنة الذين كانوا يواجهون خطر القتل والموت على يد الشيوعيين كإخوانهم الشيعة تحت شعار أنهم من أنصار القومية العربية، ويعرف هذه الحقيقة جميع علماء أهل السنة في العراق الذين عاصروا هذه الأحداث. كما قام الإمام الحكيم بعمل واسع من أجل حماية الضباط من أهل السنة أيضاً الذين كانوا يتعرضون بسبب هذا المد الأحمر لخطر القتل صبراً (الإعدام)، وقد تم إعدام بعضهم فعلاً، ورسالة الإمام الحكيم بشأنهم مدونة في مذكرات الطبقجلي. 3- قضية الاستبداد السياسي والطائفية السياسية التي كان يقف الإمام الحكيم فيها مدافعاً عن جميع أبناء الشعب العراقي دون فرق، وكلمته مع رئيس الوزراء (طاهر يحيى) بهذا الصدد معروفة حيث قال له اننا نطالب بحكم عادل حتى لو كان الحاكم سنياً، ونرفض الظلم والطغيان حتى لو كان الحاكم شيعياً. النقطة الثانية: الدفاع عن المظلومين من أهل السنة كما حدث ذلك بالنسبة إلى جماعة الأكراد في العراق وغالبيتهم من أهل السنة، فقد وقف الإمام الحكيم مدافعاً عنهم ومحرّماً على غالبية الجنود وأبناء القوات المسلحة من أتباعه قتالهم.