وطريقة معالجتها للحوادث والمشاكل. ويلخص الحديث المروي عن الإمام الثاني عشر المهدي المنتظر (عج) المعروف اصطلاحاً بالتوقيع وهو قوله عليه السلام عند سؤاله عن الموقف في غيبته الكبرى عندما ينقطع حبل النيابة الخاصة بعد نوابه الأربعة [وأما الحوادث الواقعة فارجعوا فيها إلى رواة حديثنا فانـّهم حجتي عليكم وأنا حجة الله]. الثاني: شروط ومواصفات المرجعية، وذلك لأنّ المرجع لا يكون مرجعاً إلا إذا توفرت فيه شروط أساسية مهمة، وقد اهتمّ أئمة أهل البيت عليهم السلام وجماعتهم وشيعتهم الاثنا عشرية بالتخطيط لتوفير هذه الشروط والمواصفات في جماعة من الأشخاص في كل جيل من الأجيال بحيث لم تنقطع مطلقاً الحركة التكاملية لوجود هذه المواصفات وتطورها في كل الأجيال بالرغم من بعض الظروف الصعبة التي كانوا يمرون بها. وهذه الشروط والمواصفات هي: أ – الدرجة العالية من الاجتهاد والقدرة على استنطاق القرآن الكريم والسنّة النبوية واستنباط الحكم الشرعي منها، بحيث يكون قد مارس ذلك بصورة مستوعبة لجميع أبواب الفقه والشريعة والعقيدة الإسلامية والفكر الإسلامي ذات العلاقة بها، وهو ما يمكن أن نعبّر عنه بـ (الاجتهاد المطلق الفعلي) في المعرفة الإسلامية، في مقابل الاجتهاد الجزئي أو حصول ملكة الاجتهاد دون ممارسة الاستنباط فعلاً. ويضعون موازين وضوابط دقيقة لإحراز هذه الصفة عن طريق أهل الخبرة والمعرفة. ب – التقوى والورع في الأخلاق والسلوك، ووجود الملكات الروحية والنفسية بدرجة عالية تؤهله لهذا الموقع وتجعله قريباً من درجة العصمة التي يعتقد بها شيعة أهل البيت الإمامية الاثنا عشرية على أنها صفة لازمة في أئمتهم عليهم السلام. ولذلك يخضع المرجع لامتحان طويل الأمد في جميع أدوار حياته: في التلمذة، والتدريس، والتبليغ، والاجتهاد وفي جميع أبعاد سلوكه في العبادة، والعلاقات الاجتماعية، والتعامل مع الناس، وقضايا الأمة، ومع الأهل والعشيرة والأصدقاء تخضع في كل ذلك وغيره إلى امتحان