أحدهما: يتناول موضوع المرجعية الدينية عند الشيعة الإمامية الاثني عشرية بصورة موجزة لعلاقته بهذا البحث بحيث انه موضوع يمكنه أن يلقي بعض الضوء والوضوح على الموضوع الرئيس في مؤتمرنا وهو آية الله العظمى الإمام السيد البروجردي الذي كان من المراجع العظام في عصره، وشيخ الأزهر الإمام الشيخ محمود شلتوت الذي يمثل أهم منصب ديني لدى جمهور المسلمين في العصر الحاضر. ثانيهما: يتناول بعض النماذج والأمثلة للمراجع الدينيين الهامين التقريبيين من الرعيل الأول والعصر الحاضر لتصبح الفكرة واضحة نظرياً وعملياً. المحور الأول – المرجعية الدينية([15]) من الممكن أن نكوّن تصوراً إجمالياً عن المرجعية الدينية لدى الشيعة الإمامية الاثني عشرية من خلال دراسة الأبعاد التالية: الأول: الخلفية العقائدية والاجتماعية السياسية والفكرية الفقهية للمرجعية، حيث إنّ المرجعية الدينية في بعدها العقائدي تنطلق من فكرة الإمامة لدى الإمامية الأثني عشرية، وانّ المرجع يمثل بصورة عامة نائب الإمام الغائب الحي وإن كان يختلف المجتهدون في حدود صلاحيات المرجع ونسبتها إلى صلاحيات الإمام المعصوم نفسه. وبذلك يتبين أنّ للمرجعية خلفية اجتماعية وسياسية أيضاً لأنّ الإمامة لها هذا الدور، فالمرجع له مستوى من الولاية العامة، كما انه الوقت نفسه له حق القضاء وفصل الخصومات بين الناس، ويتحمل أيضاً بصورة أساسية مسؤولية الإرشاد والتربية والتزكية والقيادة للجماعة كما تتحملها الإمامة أيضاً. وللمرجعية دور آخر وهو دور الرجوع إليها والأخذ منها في فهم الإسلام وعقائده وأفكاره وكذلك الرجوع إليها في معرفة الأحكام والمواقف الشرعية وتفاصيل الشريعة الإسلامية