نعرف أوجه الوفاق والخلاف على صورة محدودة، وأن نصلح ما أفسده الدهر، وتحقيق مازوره التاريخ، وتنشر في ربوع كل دولة ما عند الأخرى، فيتبادل المسلمون الثقافة الصحيحة. ويعرف بعضهم بعضا على حق، وتزول من بينهم الجفوة والقطيعة، ويأخذوا سبيلهم إلى الوحدة والألفة التي لا يصلح أمرهم إلا عليها». -8- في تصويب صورة الشيعة الإمامية في الذهن الإسلامي العام، نشرت المجلة مقالات عدة لفتت الأنظار إلى ضرورة التفرقة بين مدارس الاعتدال والغلو في الساحة الشيعية، ومقالة العلامة الدكتور محمد جواد مغنيه «الغلاة في نظر الشيعة الإمامية» نموذج لذلك. وفيها ذكر أن علماء الإمامية متفقون على نجاستهم وعدم جواز الزواج منهم أو تغسيل ودفن موتاهم – وعدم توريثهم. وهؤلاء هم الذين زعموا أن جزءا إلهياً حل في جسم علي بن أبي طالب، وبه يعلم الغيب، والرعد صوته والبرق تبسمه، وغيرهم يقولون بأن جعفر الصادق هو إله الزمان، أو أولئك الذين زعموا أن الله جل جلاله خلق الأئمة، ثم اعتزل تاركاً لهم خلق العالم وتدبير شؤونه. سلط الشيخ محمد حسين آل كاشف الغطاء الضوء على بعض خلافات السنة والشيعة، فقال أن أعظم تلك الخلافات وأهمها على الاختلاف هو قضية «الإمامة»، حيث ذكر أنه الطائفتين وقعتا منها على طرفي نقيض. فالشيعة ترى أن الإمامة أصل من أصول الدين، وهي رديفة التوحيد والنبوة وأنها منوطة بالنص من الله ورسوله، وليس للأمة فيها من الرأى والاختيار شيء، كما لا اختيار لهم في النبوة بخلاف أهل السنة، فهم متفقون على عدم كونها من أصول الدين، ومختلفون بين قائل بوجوب نصب الإمام على الرعية بالإجماع ونحوه، وبين قائل بأنها قضية سياسية ليست من الدين في شيء لا من أصوله ولا من فروعه. أضاف الشيخ كاشف الغطاء متسائلا: «مع هذا التباعد الشاسع بين الفريقين في هذه القضية، هل تجد الشيعة تقول أن من لا يقول بالإمامة غير مسلم (كلا ومعاذ الله) أو تجد