التضامن والتكافل الاجتماعي والتعاون على البر والتقوى، وعلى أن تنزع من بينهم أسباب العداءات والضغائن، وما ينزع به الشيطان بينهم ليفشلوا وتذهب ريحهم. وهذه هي القواعد الخمس التي بني عليها هذا الدين المتين أثرت كلها إلى توطيد أمر المسلمين على الوحدة والألفة واتفاق الغاية.. فالمسلمون جميعا يقيمون الصلاة في أوقات خمس مكتوبة. ليست ستة عند فريق ولا أربعة عند فريق. وهم متفقون عليها بأعيانها، ومتفقون على أعداد ركعاتها، وعلى قبلة المصلي فيها. وقد شرعت فيه الجماعات والجمعات والصلوات العامة في المناسبات، كصلوات العيد والاستسقاء والكسوف ونحو ذلك من كل ما يراد به إشعار المسلمين بالوحيد والألفة واتفاق المصالح والاستواء أمام ربوبية الله جل وعلا. وما يسري على الصلاة يسري بذات القدر على الشهادتين، وعلى الزكاة والصيام والحج. وهذه الأركان التي لا يختلف عليها المسلم تشكل أساسا متينا للتوحيد والوحدة بين أبناء الأمة. وفي مقالة أخرى عن «الإسلام والأزهر والتقريب» كتب الشيخ محمد عبد اللطيف دراز داعيا إلى ضرورة «العمل على جمع كلمة المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها، وتصفية الخلافات بينهم بعرضها على كتاب الله وسنة رسوله، وما كان عليه السلف الأول من المؤمنين». ثم أضاف أنه: سوف يظهر أنهم في الحقيقة متحدون غير مختلفين. فالأصول واحدة، والوسائل واحدة، وما الخلاف إلا في التطبيق. ولعمري إذا جاز اختلاف المسلمين في الفقه والفروع، فكان منهم الحنفي والمالكي والحنبلي والشافعي والزيدي والإمامي، وأزال الله في هذا العصر ماكان بينهم من عداوة وبغضاء، فلم لا يجوز بينهم اختلاف هادئ عفٌّ، فيما هو وراء الأُصول المتفق عليها من ألوان المعارف الفكرية التي ليست من العقائد. وقد ذهبت فكرة البحث عن المشترك إلى ماهو أبعد، في اقتراح نشرته المجلة للشيخ عبد العزيز عيسى، أحد علماء الأزهر، ودعا فيه إلى إنشاء معهد خاص في إطار الأزهر. لدراسة المذاهب والأفكار الدينية في كافة الأقطار الإسلامية، بحيث «يمكننا في سهولة ويسر أن