وغاياتاً بمناسبات سياسية، وليس في وثائق الفكرة، وسجلات المؤسسة ما يدعم دعوى عريضة كهذه، بل إن هذه الدار في سياقها الفكري وليد طبيعي لبيئة ملائمة، وعلى أرض هيأت لها مقومات النجاح، وقد تجاوزت المعارك الخاسرة للتعصب المذهبي الضيق الأفق ـ على حد تعبير علي شريعتي ـ وآثار دعوة التقريب ستظل فاعلة باقية، بما يتاح من كتب، وما صدر من موسوعات فقهية، وما أنشئ من معاهد دراسية، لقد تحولت من فكرة الصفوة إلى حياة المجتمع، وأظنها امتزجت بحياته العقلية مركباً لا يقبل الفصل أو التجزئة، وأحسب أن الشيخ محمود شلتوت، وجسده الطاهر يرقد في تراب الكنانة الخالدة، يرسل من وراء الغيب تحية لإيران ومصر وقد تلاقت خطواتهما الواثقة من أجل حياة أفضل للمسلمين في عالم لايعترف إلا بالأقوياء. والسلام عليكم ورحمة الله