حاملي العالمية من أبناء الجامعة الأزهرية، وأعلن الأزهر ساعتها عن التفكير في إنشاء معهد للفقه المقارن يقوم على الدراسة الحرة الخالية من التعصب لمذهب بعينه، لينتفع بآثار الاجتهاد، مما يحفز العقل البشري على التقدم لخدمة الإنسانية. ولعلي أقترب من فهم هذا الاقتراح إذا قرأته في ضوء مذكرة مقدمة إلى اللجنة القانونية بجامعة الدول العربية لإنشاء معهد للفقه الإسلامي من أهدافه دراسة الفقه الإسلامي مقارناً في مذاهبه المختلفة، ولم يتح للأزهر أن ينشئ للفقه المقارن معهداً، ولكن دراسة الفقه المقارن اتسعت فيه لتصبح قسماً كبيراً في مرحلة الليسانس، ويمنح الماجستير والدكتوراه في الفقه المقارن، أما معهد الفقه الإسلامي فقد انشئ بعنوان أوسع هو معهد الدراسات العربية التابع لجامعة الدول العربية، وقام فيه قسم شرعي قوي، أولاه رعايته الدكتور عبد الرزاق السنهوري، واختار له نخبة من علماء الفقه الإسلامي كتبوا فيه دراسات مقارنة لا تزال مراجع يعتد بها في بابها، وتحققت فيه الدراسة الفقهية الحرة التي رنا إليها الشيخ محمود شلتوت، وأعضاء جماعة التقريب، ونذكر من هذه الدراسات أبحاث الشيخ محمد أبي زهرة وأبحاث عبد الوهاب خلاف، وعلي الخفيف، ومحمد يوسف موسى. وهكذا انتصر فقه التقريب، ووجد في مصر ارض الإسلام والعروبة، البيئة الخصبة التي لا تنمو الفكرة إلا في ظلال سماحتها الوراقة الظلال، ومن خلال نخبة من أفذاذ العلماء تعتز بهم السلسلة الذهبية لعلماء الإسلام، وقد انعكست على مرآة الشيخ محمود شلتوت آراء هؤلاء جميعاً، لأنه كان يعرف أقدارهم سنة وشيعة، ويذكر الجميع بالخير، ويتمنى لو تحدث عن علماء كبار قدمهم الفقه الشيعي فكانوا من أئمة الفكر في العالم الإسلامي، ومن أعلام جماعة التقريب، وفي مقدمتهم، كما روى الإمام محمود شلتوت، الإمام الأكبر الحاج آقا حسين البروجردي، والمغفور لهما الشيخ محمد الحسين كاشف الغطاء، والسيد عبد الحسين شرف الدين، والعالم المجاهد تقي الدين القمي الذي أبلى بلاءً حسناً في إقامة صرح التقريب إدارة وكتباً ونشراً. وتبقى كلمة أخيرة في هذه الورقة الموجزة لقد حاول خليل علي حيدر في كتابه (تيارات الصحوة الدينية) ربط دار التقريب إنشاءً