إن الأمة الإسلامية الآن، أحوج ما تكون إلى رجال صادقي العزم، راجحي الوزن، يجاهدون في الله حق جهاده، ليدرأوا عنها غوائل الفتن، ونوازل المحن، فقد تألّبت قوى الشر، وتجمعت عناصر الفساد، وزلزل المؤمنون في كل قطر من أقطارهم زلزالاً شديداً، وكأن قد أتى الزمان الذي أنبأ الصادق الأمين ـ صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله وصحبه ـ: أن القابض فيه على دينه كالقابض على الجمر، وإنّما مثل أهل العلم من المؤمنين الصادقين كأطواد راسية أو حصون منيعة ألقاها الله في الناس أن تميد بهم الأرض من فتنة أو جهالة، أو كنجوم ثاقبة في ليل داج، ترشد السارين، وتهدي الحائرين. فادع الله معي أن يحفظ هؤلاء ويكثر في الأمة منهم، وينشر عليهم رحمته، وينزل عليهم سكينته، ويؤيد بهم الحق والدين، ويهزم بهم المبطلين والملحدين والمفسدين، إنه على ما يشاء قدير، وبالإجابة جدير. ([2]) والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته 14 من شعبان سنة 1370 هـ ولما وصلت رسالة شيخ الأزهر إلى السيد الراحل قام بكتابة جواب يشكر فيه عواطفه تجاهه، وقال: حضرة صاحب الفضيلة الأكبر الشيخ عبد المجيد سليم شيخ الجامع الأزهر ـ دامت أفاضاته ـ السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أما بعد، فقد بلغنا كتابكم الكريم الحاوي للعواطف الإسلامية السامية، يحكي لنا أنه لما بلغكم عن طريق المذياع أن صحة هذا العبد قد ألمّ بها طارئ من المرض، أسفتم لذلك،