أفكاره في علم الكلام أولاً: يرى – ككثير من العلماء أن العقيدة لا تثبت إلا بالمتواتر: بين الشيخ شلتوت في كتاباته([111]) أن العلماء متفقون على أن الدليل العقلي الذي سلمت مقدماته، وانتهت في أحكامها إلى الحس أو الضرورة يفيد ذلك اليقين ويحقق الإيمان المطلوب. وأما الأدلة النقلية فالكثيرون من العلماء يرون أنها لا تفيد اليقين، ولا تثبت بها وحدها عقيدة والذين يرون أن الدلالة النقلية تفيد اليقين وتثبت بها العقيدة شرطوا أن يكون الدليل النقلي قطعيا في وروده قطعيا في ثبوته ودلالته، قال: «ومعنى كونه قطعيا في وروده أن لا يكون هناك أي شبهة في ثبوته عن الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم)، وذلك إنّما يكون في المتواتر فقط، ومعنى كونه قطعيا في دلالته أن يكون نصا محكما في معناه، وذلك إنّما يكون فيما لا يحتمل التأويل، فإذا كان الدليل النقلي بهذه المثابة، أفاد اليقين وصلح لأن تثبت به العقيدة». وبعد أن ذكر الشيخ شلتوت أمثلة فيما ورد في الكتاب الكريم من آيات تحدثت عن توحيد الله عزوجل، واليوم الآخر، والملائكة والنبيين، قال: «هذا هو شأن العقائد وطرق اثباتها، ولابد أن يعم العلم بها جميع الناس، ولا يختص بطائفة دون أخرى، ولأنها أساس الدين وبها يكون المرء مؤمنا، فكيف يتصور في مؤمن أن يجهلها؟ ومن مقتظيات هذا العلم العام بها أن لا يقع خلاف بين العلماء في ثبوتها أو نفيها([112]). ثانيا: يوافق من يرون من علماء الإسلام أن الإنسان خلق غير مقهور بين الشيخ شلتوت أن القضاء والقدر اللذين ورد في القرآن ذكرهما وجعلهما الناس مرتبطين بفعل الإنسان ومسلكه في الحياة ليسا إلا النظام العام الذي خلق الله عليه الكون، وربط فيه بين الأسباب والمسببات والنتائج والمقدمات، سنة كونية دائمة لا تتخلف، وكان من بين تلك السنة أن خلق الإنسان حرا في فعله، مختارا غير مقهور ولا مجبور، ويوضح الشيخ شلتوت أن الإسلام لا