فتاواه بين المسلمين، وفي صلات المسلمين بغيرهم ومرت عليه التطورات العديدة والقوية في حياة الإنسان، وهو مقدر لهذه التطورات التي دفع إليها تقدم العلم، وكانت ثمرتها الحضارة الصناعية والمادية التي يتمتع بها الإنسان حيناً وتسد حاجته اليومية حيناً آخر، وقد يشقى بها حياته أحياناً، فهو لم يكن في عزلة عن الحياة الإنسانية المعاصرة، يوم حلل المشكل، ووضح عناصره، وآثاره على الفرد والمجتمع ثم استوحى القرآن والحديث الصحيح بما أفتى به. أما تفسير القرآن الكريم، الأجزاء العشرة الأولى فقد نشر في رجب 1379 هـ ـ يناير 1960م ويقع في 680 صفحة من الحجم الكبير وطبع أكثر من عشر طبعات. بدار الشروق. ويقول الدكتور محمد البهي المدير العام للثقافة الإسلامية بالأزهر في مقدمة الطبعة الأولى للكتاب: إن منهج هذا التفسير يتمثل فيما يلي: أولاً: جعل السورة وحدة واحدة، يوضح مراميها وأهدافها وما فيها من عبر ومبادئ إنسانية عامة. ثانياً: عدم إقحام غير القرآن على القرآن من رأي خارج عنه، أو مصطلح انتزع من مصدر آخر، فجعل كلمات القرآن يفسر بعضها بعضاً، كما أطلق الحرية للقرآن في أن يدلي بما يريد دون ان يُحمل على ما يراد. ثالثاً: لم يكن له أن يدع القرآن ينطق بما يدل عليه، إلا بعد أن يزيل العقبات التي كانت تحول دون ذلك، فكان من منهجه التعقيب على آراء المسفرين السابقين. ولأنه تفسير للمسلمين جميعاً آثر به فضيلة الأستاذ الإمام الأكبر شيخ الجامع الأزهر ـ منذ أن توفر عليه في عام 1949 ـ مجلة (رسالة الإسلام) التي تصدرها جماعة التقريب بين المذاهب الإسلامية بالقاهرة. وقد آثر فضيلته هذه المجلة بهذا (التفسير) لأنه اقتنع، بعد أن كان من المؤسسين للجماعة بأنها اللسان الذي ينقل للمسلمين ما يريده الإسلام لهم في قرآنه الكريم، لا ما يريده مذهب معين ولا اتجاه فكري خاص. ولذا فهو تفسير سيلقاه العالم الإسلامي جميعه بالترحيب، سنيه وشيعيه، وكل من آمن برسالة محمد عليه الصلاة والسلام. وكافينا الآن أنه (التفسير) الذي تخلص من تلك الحزبية السياسية والمذهبية،