فعندئذ تشرق شمس حقيقته من قلبه فيستطع على أركانه فيهتدي بنوره إلى الحق وتلمع كواكب حسه فيعمل مخلصا لربه فيكون له قدم الصدق (أولئك على هدى من ربهم وأولئك هم المفلحون). لذا كله حاولت جاهدا جمع شذرات وذكر إشارات والالماع إلى ومضة من ضياء حياة شيخنا ومرشدنا فضيلة مولانا الإمام محمود شلتوت – شيخ الأزهر الشريف ووفاء لما أنفق من جهد في سبيل الله هاديا ومذكرا وداعيا ومرشدا. شيخي أستاذنك متسمحيا أن نشرف بساحة مكرماتك فنطوف حولها لعلنا ندرك منها القليل ونسألك متبركين أن ننزل بحرم حضرتك لنلتمس منه اليسير فنبرزه للملأ لمحة خاطفة عن أطوار حياتك إذ ان سيرتك لا تفي بها المجلدات وتاريخك لا تجمعه المطولات وما حوته هذه العجالة عنك ليس إلا قطرة من فيض ما حوته مزن حياتك من خير. كنت بحق صاحب العلوم الدينية والمواهب السنية ومهبط للفيوضات العلية وكنت صاحب القدم الراسخة في الحكم والمأثورات والعبارات الخالدة وضحت ما خفي من علوم التقدم وأظهرت ما أندرس من معالم الطريق ونشرت طي ما غمض من عبارات الفحول كنت بحق خير من أفتى ودلل وبرهن وأدلف الحجة تلو الحجة ثم انك قد سبقت عصرك في فتاوى التأمين والإرباح والشركات والبنوك بل ونظمت فيها مجلدا وهاهو كتاب نتناوله من كل الأوجه وكذا مقارنة المذاهب والتقريب بينها. ورسالتك التي بسببها انشئ مجمع البحوث الإسلامية حتى صرت رئيسا له بعد أن خرج إلى الوجود. ماذا أقول بعد كل هذا إلا ان أسرد بعض المحطات في حياتك على عجالة سريعة. ولد في مدينة منصور من أعمال مركز ايتاي البارود – محافظة البحيرة عام 1893 وحفظ القرآن الكريم صغيرا ولم تتجاوز سنه العاشرة من عمره والتحقق بمعهد الإسكندرية آنذاك في عام 1906 . ـ التحق رحمه الله بمدرسة القضاء الشرعي وتخرج منها عام 1918. ـ عين مدرسا بنفس المعهد الذي كان يدرس فيه وهو معهد الإسكندرية عام 1919 وهي