سبقوه أو عاصروه من كبار رجال العلم والدين، قد أتاح للأجيال التي عاصرته والتي جاءت بعده أن تقف على كثير من الكنوز الفقهية والفكرية التي يزخر بها الفقه الشيعي. وإنها لخسارة كبرى للفقه وللعلم وللفكر أن تكون تلك الثروة التي تثري العلم والفقه في منأى عن الاستفادة منها، وهي مأخوذة من مصادر التشريع الإسلامي الأغر، في الوقت الذي يأمرنا به ديننا أن نرقب الحكمة أينما كانت، وأن نستفيد منها حيثما وجدت، وقد أدى ذلك إلى زوال الحرج من قلوب طلاب العلم تجاه ذلك الفقه وأصبح وجوده على موائد البحث الفقهي في جامعة الأزهر وفي الرسائل العلمية التي يعدها طلابه أمراً قائماً، وحقيقة تنطق بقيمة الجهود التي بذلها أولئك الرواد الأوائل في سبيل الاستفادة منه، إن ذلك ـ من شأنه ـ أن يدفعنا إلى استكمال المسيرة، والمحافظة على ما تم، وإلا كنا كمن يبني ثم يهدم ما بناه، وذلك هو الخسران المبين. أدعو الله ـ تبارك وتعالى ـ أن يتقبل من سلفنا ما قدموا وأن يجزيهم عنه خير الجزاء، وأن يوفقنا للسير على دربهم، واستكمال الخير الذي أنجزوه من أجل رفعة ديننا وأمتنا، كما أدعوه ـ سبحانه ـ أن يوفقنا جميعاً لخدمة ديننا وأمتنا، فهو سبحانه الموفق والمعين.