في تلك الأيام كانت همة مرجع الشيعة الأعلى وعزمه وشجاعته، وحريّة إمام الإفتاء في مصر قد تبلورت في خطوة رحبة وضرورة لعصرها. واليوم أيضاً يتحمّل كلّ من الروّاد والمفكرين وعلماء الدين والمثقفين ورجال الإفتاء والساسة مسؤوليات كبرى على هذا الطريق. المجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الإسلامي في طهران يجب أن ينهض مثل دار التقريب بين المذاهب الإسلامية في القاهرة بمشروع عظيم خالد. أمواج تخريب علاقات المذاهب والشعوب المنبعثة من بؤر الفتنة في داخل العالم الإسلامي وخارجه تستهدف زيادة تشتّت الشعوب والمذاهب الإسلامية. بذل الجهود المختلفة أمام أمواج الفتنة هذه واجب يتحمّله الجميع خاصة الواعون والمتعقّلون . بتمسّكنا بالقرآن الكريم وسنّة الرسول – عليه أفضل الصلاة والسلام – القطعيّة مثل حديث الثقلين، واتباع أهل البيت (عليهم السلام) يُصبح الطريق أمامنا واضحاً لا لُبس فيه. أسأل الله سبحانه وتعالى أن يوفّقني وإيّاكم وكلَّ العلماء والأمة الإسلامية لانتهاج هذا الطريق. في الخاتمة أرى لزاماً أن أشكر العاملين على إقامة هذا الاجتماع لما بذلوه من جهود، وأسأل الله سبحانه أن يتغمّد برحمته ومغفرته المرحوم العلامة الشيخ محمد تقي القمي مؤسس دار التقريب. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته السيد علي الخامنئي 12 شوال 1421