بسم الله الرحمن الرحيم حَمداً للّه سبحانه وتعالى ان وفّقكم أنتم العاملينَ المحترمينَ على إقامةِ هذا الاجتماع لتكريمِ شخصيتين كبيرتين كان لهما السهمُ الكبير الذي لا ينسى في تحقيقِ أمَلِ التقريب بين المذاهب الإسلامية. هاتانِ الشخصيتان المرموقتان والممتازتان أحدهما كبير فقهاء عصره والمرجع الأعلى لجميع شيعة العالم في وقته، والشخصية الفريدة بين علماء الدين في العصور الأخيرة حضرةُ آية الله العظمى السيد البروجردي، والآخر فقيه كبير وإمام الإفتاء لدى أهل السنة ورئيس شجاع ومجدّد للأزهر الشريف العلامة الشيخ محمود شلتوت. تكريم هاتين الشخصيّتين الشهيرتين في عالم الإسلام ليس فقط تكريماً لإنسانين كبيرين بل الهدفُ من هذا التكريم هو ما قدّماه من خدمة عظيمة للأُمّة الإسلامية. العالم الإسلامي، الذي يُشكل أعظم المجموعات العالمية من حيث ما يحتويه من كنوز ماديّة وإنسانية وفكرية وتاريخية، بحاجة أكثر من أي وقت مضى إلى الوحدة والتقريب. وإذا كانت أهداف وآمال كل مسلم خيّر يحمل هموم أمّته تتمثّل في تمركز المساعي والطاقات، وتوحيد جهتها، ودفعها باتجاه إنقاذ الأمة الإسلامية، فلابدّ أن نعلم أنّ هذا الهدف لا يمكن نواله إلا في ظل تقارب القلوب والأفكار والمعتقدات. هذان الرجلان الكبيران تفهّما قبل قرابة نصف قرن هذه الحقيقة الوضّاءة، وبذلا من أجلها الجهود. ولو كان رجال العلم والسياسة قد واصلوا هذه المساعي بجد، فلعلّ عالمنا الإسلامي لم يشهد النتائج المؤلمة لما بين المسلمين من خلاف، ولعلّ مأساة فلسطين وسائر أوضاع العالم الإسلامي المزرية ما كانت قد أحاطت بالعالم الإسلامي بهذا الشكل المأساوي المرعب.