المرجعية الدينية والتقريب ([1]) السيد محمد باقر الحكيم (*[2]) مقدمة انّ فكرة الوحدة الإسلامية والتقريب بين المذاهب الإسلامية، وبالأحرى فكرة التعايش المذهبي بين المسلمين والاحترام المتبادل بين اتجاهاتهم المذهبية والاجتهادية، من الأفكار التي كانت موضع الاهتمام الخاص والقبول لأئمة أهل البيت(ع) وإتباعهم منذ البداية وفي الصدر الأول الإسلامي، وذلك عندما وجدت ظاهرة الاختلاف في الفهم للإسلام والاجتهاد في تفسيره سواء على المستوى الفكري والنظري أو على المستوى السياسي والاجتماعي. ولم يكن ذلك – كما قد يُتصور – بسبب الظروف السياسية والاجتماعية التي أحاطت بهم حيث كانوا فيها الطرف المستضعف والأضعف سياسياً واجتماعياً، بل كان ذلك بسبب الإيمان النظري بقيمة الحرية الفكرية والسياسية ضمن الضوابط والقواعد الإسلامية العامة، لذلك نشاهد منهم هذا القبول والاحترام للرأي الآخر، والتعايش معه فكرياً وسياسياً حتى لو كان هذا الرأي بعيداً عن الحق والصواب في نظرهم، وفي زمان القدرة والقوة السياسية التي كانت تتحقق لهم في بعض الأحيان والمراحل.