الباقر والصادق عليهما السلام، وكذلك أحاديث الصحابة والتابعين، وآراء الإمام أبي حنيفة، وبقية فقهاء القرن الأول والثاني بواسطة الكوفيين. وكان لمحدثيهم وأخبارييهم وعلمائهم في السيرة والمغازي وقرائهم دور مؤثر في توسيع الثقافة والعلوم الإسلامية. أما مدينة البصرة: فقد كانت منذ البداية مقراً لسكن بعض الصحابة، ومنهم: أنس بن مالك ـ المتوفى سنة 93 هـ ـ المكثر من الحديث. وجمع من علماء التابعين، منهم: جامع المعلومات المختلفة: الحسن البصري ـ المتوفى سنة 110 هـ ـ وتلميذه: واصل بن عطاء ـ المتوفى سنة 131 هـ ـ مؤسس فرقة المعتزلة ورئيسها. وبدأت البحوث الكلامية والعقلية والعقائدية في الإسلام من البصرة، ثم وجدت طريقها إلى نقاط أخرى. مضافاً إلى ذلك فإن البصرة تعد أول مركز للغة العربية وآدابها بعد الإسلام. وكان فيها مكان يدعى»المربد«، وهو ملتقى الشعراء والخطباء. مثله في ذلك في الإسلام مثل »سوق عكاظ« في العصر الجاهلي. وظهر علم النحو في البصر والكوفة على يد أبي الأسود الدؤلي ـ المتوفى سنة 69 هـ ـ بتوجيه من علي بن أبي طالب ـ عليه السلام ـ كما هو المعروف. فكانت المنافسة قائمة بين البصرة والكوفة في المسائل النحوية والصرفية، إذ كان لكل مدرسته الخاصة به. وظهر علم القراءات والتجويد ووضع الحركات وعلامات الترقيم والعلوم القرآنية الأخرى من البصرة والكوفة بشكل مستقل، بالرغم من أنّ المصدر الأصلي لهذه العلوم هو مكة والمدينة. وتنافست مدرسة العراق الفقهية المبتنية على الرأي والقياس أساساً، والمتأثرة بالمنهج الفقهي لعبدالله بن مسعود مع مدرسة