تحسسوا الثغرات والنواقص الموجودة، ولكنهم تخوفوا من ردة فعل التقليديين وخصوم التجديد غير أن تعرض النجف لحملات عدائية في تلك الفترة، أشعر الجميع بضرورة وجود جمعية للنشر والتأليف تتولى مهمة الرد والدفاع ونشر التراث محققاً. لكن بعض دعاة الإصلاح وجد في تأسيس هذه الجمعية فرصة سانحة لإصلاح الدراسة الدينية([17]). وهكذا ولدت جمعية منتدى النشر في النجف عام 1935م، وهدفها المعلن تحقيق ونشر كنوز التراث العربي الإسلامي الذي تزخر به مكتبات النجف. وفي وقت مواز لهذا العمل ابتدأ الشيخ المظفر تطبيق برنامجه لإصلاح التعليم في الواقع العملي. وكانت نظرته للعملية التعليمية شاملة وكلية، إذ لم تقتصر على التعليم الأساسي ( ابتدائي ، متوسط، ثانوي)، بل تجاوزته إلى التعليم العالي. وهو في هذا يختلف عن غيره من المصلحين الذين قصروا جهودهم على مرحلة معينة من مراحل التعليم، واجتهدوا لإصلاحها، أمثال الإمام السيد محسن الأمين (1282 – 1371هـ / 1865 – 1952م) الذي أسس في دمشق المدرسة المحسنية للبنين، واليوسفية للبنات في أوائل القرن الماضي، والإمام السيد عبد الحسين شرف الدين (1290 – 1377 هـ / 1873 – 1957م)، الذي أسس الثانوية الجعفرية في صور بلبنان في ثلاثينيات القرن الماضي. أما بخصوص التعليم الأولي فقد استطاعت جمعية منتدى النشر أن تنشئ مدارس ابتدائية ومتوسطة وثانوية في النجف ومناطق أخرى في العراق، تهدف من ورائها إلى تطوير الدراسة الدينية أسلوبا ومنهجا، وتفاعلا ببعض ماجدّ من